
بعد وفاة مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الجمهورية التركية، في قصر دولمه بهجة في إسطنبول، نقلت جثته إلى متحف Etnoğrafya Müzesi، لكن اتفق على ضرورة إنشاء ضريح كبير يضم جثته.
اتفق على اختيار أنقرة مكاناً للضريح، كونها العاصمة التي عاش فيها أتاتورك وأحبّها، واقتُرح بناء الضريح في مواقع عديدة من العاصمة التركية، من ضمنها قلعة أنقرة، لكن الاختيار وقع على هضبة راسيتيبي Rasattepe كونها هضبة عالية تُرى من بعيد وتقع وسط المدينة بالضبط.

المنظر كما يبدو من الهيكل
بعد اختيار المكان، أزيلت الكثير من القبور التي تعود لبعض سكان الأناضول قديماً.
نقلت القبور وما احتوتها من جثامين وأغراض دفنت معها إلى متحف الحضارات الأناضولية.
استمر بناء هيكل Anıtkabir الذي يضم في مبانيه الضخمة وطرقاته وزواياه أحجاراً جيء بها من مختلف دول العالم، تسعة أعوام.
في العاشر من تشرين الثاني عام ١٩٥٣، نقل جثمان أتاتورك من المتحف الذي كان يرقد فيه إلى Anıtkabir في احتفال كبير شارك فيه رئيس الوزراء آنذاك عدنان مندريس.
في Anıtkabir رمزية عالية للوطن والتضحية والوفاء، ومن ذلك على سبيل المثال “طريق الأسود” الذي يضم على كلا طرفيه ٢٤ أسداً صممت هياكلها على طريقة الحيثيين الذين سكنوا الأناضول قديماً وأسسوا حضارة كبيرة فيها.
ترمز الأسود للقوة، لكنها جُعلت جالسة مثل القطط الأليفة كرمز للسلام.
تتجاور الأسود أسدين أسدين رمزاً إلى وحدة الأمة التركية.
طريق الأسود معبدة بحجارة متباعدة عن بعضها، وهو عمل هندسي مقصود يستدعي بالضرورة أن ينظر الزائر إلى الأرض، يتحسس مواطئ قدمه حتى لا يقع. مما يظهره في حالة خشوع في حضرة المقام المهيب.

طريق الأسود
في Anıtkabir عشرة أبراج سميت بأسماء بعض المفاهيم المهمة التي شكلت الجمهورية التركية وهي:
-
برج الاستقلال
-
برج الحرية
-
برج الثورة
-
برج الجمهورية
-
برج السلام
-
برج ٢٣ نيسان (ذكرى تأسيس مجلس الأمة التركي الكبير “البرلمان”)
-
برج الميثاق الوطني
-
برج النصر
-
برج مهمتشك (Mehmetçik) (تصغير محمد باللغة التركية، وهو مصطلح يستخدم في تركيا بمودة وحب، ويقصد به جنود الجيش العثماني والتركي)
-
برج “مدافعة الحقوق” (مجموعة من الجمعيات العثمانية التي تأسست بين العامين ١٩١٨ و١٩١٩)
في Anıtkabir كذلك تعرض الكثير من أغراض أتاتورك الشخصية و٣١١٨ كتاباً من كتبه، وبعض الهدايا التي أهديت إليه وإلى ضريحه.

جانب من كتب أتاتورك المعروضة